مقالة جامعية التلقائية رقم 9

مقالة جامعية التلقائية رقم 9

في ٣ كانون الثاني/يناير من عام ٢٠٠٩، قام شخص عبقري يحمل الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو بابتكار البيتكوين. وبغض النظر عن هويته أو عن كونه فرداً أو مجموعة أشخاص، أحدث ناكاموتو ثورة اقتصادية بابتكاره أول عملة رقمية والتي سرعان ما غيرت العالم عما عرفناه قبلاً

متوسط
02 أكتوبر, 2023
2 دقائق

في ٣ كانون الثاني/يناير من عام ٢٠٠٩، قام شخص عبقري يحمل الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو بابتكار البيتكوين. وبغض النظر عن هويته أو عن كونه فرداً أو مجموعة أشخاص، أحدث ناكاموتو ثورة اقتصادية بابتكاره أول عملة رقمية والتي سرعان ما غيرت العالم عما عرفناه قبلاً. هذا البروتوكول العالمي العابر للحدود والذي يمتاز باللامركزية يمكّننا من تداول عملة البيتكوين من الند للند (أي مباشرة بين مستخدم وآخر دون وجود وسيط). وعلى عكس العملات النقدية مثل الدولار، فإن المعروض من البيتكوين له عدد ثابت لن يتغيَّر أبداً (أي أن عدد عملات البيتكوين في العالم لن يزيد عن ٢١ مليون بيتكوين). باستخدام البيتكوين، يمكنك إرسال الأموال لأي شخص يسكن في أي مكان في العالم دون الحاجة لوجود وسيط يسهل العملية. لا تهدف البيتكوين إلى أي إحداث أي ابتكار آخر، فهي جاءت بمنهجية مختلفة ذات إمكانيات واعدة تقدم بديلاً أفضل للنظام المالي الحالي الذي يرزح تحت وطأة التضخم فقد أتت البيتكوين لتُعزز الشمول المالي بين مليارات الأشخاص الذين لا يتعاملون مع البنوك. من خلال اللامركزية، ستقوم البيتكوين برقمنة الإقتصاد بشكل تدريجي وتبسيط النظام المالي المعقد للغاية والذي يستخدمه فقط ما يقرب من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم وتحويله إلى شبكة مفتوحة المصدر يمكن لأي شخص أن يكون جزءاً منها.

Trees_20mb

مثلما عرفتم سابقاً، لا أحد يعرف من ابتكر البيتكوين حيث لا توجد شركة وراءها تدعمها، ولا يوجد كيان واحد أو شخص مسؤول عن تسويقها. ولكن اليوم في وقت كتابة هذه المقالة، تبلغ قيمتها السوقية أكثر من ١ تريليون دولار! توسع مجتمع البيتكوين من مجموعة صغيرة من علماء الكمبيوتر وخبراء التشفير ومحبو التقنيات ليصبح مجتمعاً يضم الأشخاص العاديين والمستثمرين الأفراد وحتى الشركات الكبيرة. تعد البيتكوين تقنية متطورة لأنها حلت ثلاث تحديات رئيسية هي: ١) المركزية: تلغي البيتكوين الحاجة إلى وجود نظام مركزي وسيط - مثل شركة بطاقات الائتمان أو البنوك - لتأكيد المعاملات والتحقق منها. حيث تعمل شبكة البيتكوين من الند للند، أي أنه لا داعٍ للثقة في وسيط حكومي مركزي لإدارة العملية. ٢) موثوقة ولا يمكن تزويرها: على عكس النقود الصادرة عن الحكومة فإن البيتكوين لا يمكن تزويرها. على سبيل المثال، تقدر وزارة الخزانة الأمريكية أن دولاراً من بين كل ١٠,٠٠٠ دولار يكون مزيفاً، مما يعني أنك قد تحمل دولارات مزيفة في محفظتك دون أن يكون لديك أدنى فكرة وذلك لأنه من الصعب على الشخص العادي اكتشافها. أما في حالة البيتكوين، لا يمكن لأي شخص إنشاء عملة بيتكوين مزيفة لأن شبكة البيتكوين مؤمنة بشكل مشفر على بلوك تشين عام يمكن لأي شخص الوصول إليه والتحقق من صحة أي مبلغ من البيتكوين. ٣) غير قابلة للتضخم: هناك عدد محدد يمكن تعدينه من البيتكوين؛ أي أن عدد عملات البيتكوين لا يمكن أن يتجاوز ٢١ مليون. وعلى عكس العملات النقدية الحكومية، لا أحد يستطيع "طباعة المزيد من البيتكوين" مثلما تطبع الحكومة الأمريكية الدولار حالياً. عدم وجود سقف معين لإصدار العملة يؤدي إلى تضخيم المعروض المتداول منها؛ مما يؤدي إلى خفض قوتها الشرائية بمرور الوقت. أما البيتكوين فهي محصنة تلقائياً ضد هذا التضخم لأن المعروض المتداول منها ثابت. نستطيع القول بأن البيتكوين هو اختراع مكّن الأشخاص لأول مرة في التاريخ من إنشاء وإدارة عملة رقمية خارجة عن سيطرة أي حكومة أو بنك. لا يزال علماء الاقتصاد في بداية اكتشاف تداعيات وتأثير هذه الثورة الاقتصادية على أنظمتنا المالية اليوم. كما تعتبر البيتكوين "عملة ذات قوة شرائية مقبولة" تتحدد بالسوق ومستقلة عن الحكومات والأحزاب السياسية مما يضمن حرية الفرد المالية. تجدون المزيد عن العملات ذات القوة الشرائية المقبولة هنا.

image1

شارك المقال عبر:
الحماية

استثمر اليوم في مستقبل المال مع كوين مينا

مقالات ذات صلة